الخلاف المغربي الجزائري يقبع اسيراً تحت القبة الحديدة الاسرائيلية .. وبذور سرطانية محمولة بطائرات F16 الامريكية للجسد العربي
على ما يبدوا ان نافخ الكير الصهيونى قد نجح فى وضع اللمسات الاخيرة لإشعال الخلاف بين الجزائر والمغرب الشقيقتين ، حيث لم يخطر ببال المواطن العربي ان تلعب إسرائيل دوراً رئيسياً بملف الصحراء الغربية ، وان تجد ضالتها فى تحقيق اهدافها عبر مسميات مختلفة ، فتارة زاعمة ان دورها ياتى تحت مظلة التبادل الدبلوماسى ،وتارة اخرى يتجسد فى تعاون عسكرى ، فيما إذا امعن المواطن العربي النظر فى ثمار هذا التعاون أو ذاك التطبيع لوجدها جميعها مساعى تدعم إسرائيل فى مساندة طرف ضد اخر لتعميق كافة الخلافات فى كافة القضايا المطروحة على الساحة الدولية باقليم الشرق الاوسط والتى يتغذى وينموا عليها التواجد والدور الاسرائيلى فى المنظقة العربية .
اتفاقية تعاون دفاعى مشترك بين المغرب و إسرائيل
لم تكن خطوات المغرب مجرد تجديد وترقية لنظامها الدفاعى والعسكري بل هى خطوات سريعة لان تصبح اكبر حليف عسكرى عربى لاسرائيل ، حيث كانت اولى تلك الخطوات بعد التطبيع افتتاح اسرائيل مصانع اسلحة عسكرية بالأراضى المغربية فى حين كانت الخطوة الأخيرة فى هذا الأتجاه هى خطة شراء نظام القبة الحديدة للدفاع الصاروخى الإسرائيلى بهدف تقرير جدارها الدفاعى فى الصحراء الغربية وكذا فى بعض المناطق العسكرية الاخرى
ومن الجدير بالذكر ان تناقل اخبار اتفاق المملكة المغربية لشراء نظام القبة الحديدية الإسرائيلى يأتى فى ظل التوتر الكبير الذى تشهده العلاقة المغربية الجزائرية دون تاكيد او تكذيب رسمى للمصادر الامريكية التى صرحت بالخبر .
ذلك وان نظام القبة الحديدية الاسرائيلى هو نظام دفاع جوى متنقل متطور بتكلفة مالية باهظة و تقنية عسكرية متقدمة برعاية امريكية ، وتم تشغيله لأول مرة عام ٢٠١١ لإعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية التى يتم اطلاقها من مسافة ٤:٧٠ كيلومتراً ويزعم فاعليتها بنسبة ٩٠% .
دعم عسكرى إسرائيلى بثوب اقتصادى فى المنطقة الملتهبة بين الجارتين الشقيقتين
حيث حصلت شركة " رانيو بتروليوم إنرجى " الاسرائيلية على ترخيص حصرى للتنقب عن النفط والغاز على ساحل الداخلة فى الصحراء الغربية . ويرى البعض ان اسرائيل تعمدت توقيع تلك الاتفاقية فى ذلك التوقيت وذلك المكان تحديداً ما هو إلا محاولة منها لإيجاد صفة وسبب للتدخل مباشرة بهذا الملف مع ترك كافة الخيارات مفتوحة لها فى حال توافر تلك الصفة و تواجد ذلك الدور .
ولعل هذا الالتفاف الملحوظ ليس بغريب فلقد تكرر كثيراً فى الاونة الاخيرة بالصراعات الاقليمية بالشرق الاوسط كما هو الحال فى محاولة إيجاد الدولة التركية دورا و صفة بإبرام بعض الاتفاقيات الاقتصادية مع احد اطراف الملف الليبى لخلق ذريعة وسبب لاى شكل من أشكال تدخلها بذلك الملف لحماية مصالحها تحت شعار تلك الاتفاقية .
مباركة امريكية للدور الاسرائيلى بملف الصحراء الغربية تاتى محمولة على طائرات F16 الامريكية
حيث طرح سلاح الجو الأمريكى الاسبوع الماضى مناقصة لإعادة تاهيل قوات المغرب الدفاعية ، فالمغرب الشقيق يتطلع إلى ترقية أكبر قاعدتين جويتين له و يستعد لاستقبال أسطول مكون من 25 وحدة من طراز F-16 Viper تم شراؤها من الولايات المتحدة.
تدمج هذه الطائرات المقاتلة قدرات متقدمة كجزء من حزمة ترقية لتحسين قابلية التشغيل مع مقاتلات الجيل الخامس ، بما في ذلك F-35 و F-22. يمكن تسليح المقاتلة F-16V بمجموعة من صواريخ جو - جو (AAM) وتدعم دمج صواريخ AGM-119 / AGM-84 / AGM-65G المضادة للسفن و AGM-65 Maverick
التكتيكية جو-جو صواريخ أرضية ، وكذلك قنابل Paveway الموجهة بالليزر وقنابل GBU-15 وقنابل الرياح.
ومن الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة كانت اول دولة غربية تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل تطبيعها مع إسرائيل ، مما يرجع البعض ذلك السخاء الأمريكى فى تقديم ذلك الدعم للمملكة المغربية لذات السبب .
هذا و قد حدثت تلك النقلة فى العلاقات المغربية الاسرائيلية عقب اعلان التطبيع الدبلوماسي بينهما ، وهى رابع دولة عربية تعترف بإسرائيل في الأشهر الأخيرة بعد الإمارات والسودان والبحرين إلا ان البعض يرى ذلك التطبيع يختلف عن التطبيع القائم بين القاهرة وتل ابيب حيث و إن كان هناك بالفعل اتفاق سلام يؤيده المواطن المصرى ولكن على وعى تام بأنه بين الحكومات فحسب ، كما اننا لم نرى الدولة المصرية تبرم تعاون عسكرى مشترك بينها وبين اسرائيل لصنع المعدات العسكرية ، ولم تستعين اى من الحكومات المصرية المتعاقبة بخبرات اسرائيل العسكرية فى حماية اراضيها أو حتى فى التنقيب عن خيرات أراضيها .