الطريق إلى - وقف أطلاق النار . العالم العربي 24
بعد اندلاع المعارك في السابع من أكتوبر، تشددت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على شعارات تحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس واجتثاثها، ولكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك واضطرت للموافقة على المفاوضات غير المباشرة مع حماس وعملية تبادل للأسرى ، ومن ثم الطريق إلى وقف إطلاق النار .
الطريق إلى - وقف أطلاق النار . العالم العربي نيوز |
ماذا يعني وقف اطلاق النار؟
وتساؤلنا هنا بمثابة أستنكار للمدة القصيرة التى تم الاتفاق عليها بين الطرفين بعد تلك المذابح اليومية وفى ظل حكم الاحتياج الذى تخلف عن تلك الهجمات البربرية الاسرائيلية،حيث تم الاتفاق على وقف أطلاق النار الإنساني لمدة يومين إضافيين في مقابل الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا، وأفرج الاحتلال أيضًا عن 50 أسيرة فلسطينية. وصلت هذه المعركة إلى نقطة حاسمة بنجاح وقف أطلاق النار الإنساني، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن لإسرائيل التراجع عن المشاركة في جولة ثانية من المواجهات والموافقة على تحويل وقف إطلاق النار، أم ستستمر في عدوانها على قطاع غزة؟
الإجابة الثانية ستكون، لأن الدولة العبرية تعتمد استراتيجيتها على استكمال المعارك واستهداف المدنيين. الواقع هو أن موقفنا الحالي يشكل صراعًا بين إرادتين مختلفتين: أولاً، إرادة الرأي العالمي والضغوط الشعبية والمواقف الجديدة لقادة العديد من الدول الأوروبية التي تدعو لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الحركات الوزارية العربية في مصر والسعودية والأردن وفلسطين التي تنادي أيضًا بوقف إطلاق النار، إلى جانب مواقف بعض الدول الإسلامية الكبرى مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا التي تطالب أيضًا بوقف إطلاق النار.
صعب تحقيق التنفيذ بالكامل لهذه الرغبة الأخرى، فهي تتمثل في إرادة الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تهدف للاستمرار في المعارك واستهداف المدنيين لضغطهم وتهجيرهم من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ثم ستحاول تكرار ذلك من جنوب قطاع غزة إلى سيناء، ولكنها فشلت في ذلك بسبب وجود 700 ألف فلسطيني لا يزالون يعيشون في شمال قطاع غزة على الرغم من التعرض للقصف.
يعتبر التطهير العرقي والتهجير من أحد الاختيارات الاستراتيجية التي تتبعها إسرائيل في هذا الصراع، حيث أنها ليست حربًا بين جيشين نظاميين حيث يتم فيها قتل المدنيين كما هو معتاد في معظم الحروب، وإنما هي حرب تستهدف بشكل مباشر قتل المدنيين واستهداف المستشفيات ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة ومنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
جعلت هذه الإرادة الإسرائيلية الولايات المتحدة في وضع متناقض، حيث تدعم ما تصفه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتحقيق أهدافها في الحرب، بينما أعلن الرئيس بايدن أمس أنه لا يرغب في رؤية المزيد من الضحايا الفلسطينيين المدنيين، على الرغم من أنه يعلم أن الهدف الإسرائيلي من الحرب هو قتل المدنيين. الموقف الإسرائيلي الذي ينوي استمرار الحرب والذي يتمتع ببعض التحفظات (مثل الحفاظ على المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية) من الجانب الأمريكي والبريطاني يواجه موقف عالمي وشعبي مضغوط يطالب بوقف الحرب.
التوقع الأكثر إحتمالاً هو أن إسرائيل ستواصل عدوانها على قطاع غزة، ولكن هذا العدوان لن يستمر لأكثر من شهرين، كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي. وبالتالي، فإن من الضروري على جميع القوى المعارضة للحرب في العالم أن يتجهزوا لجولة جديدة، لأن تلك الضغوط هي التي ستُوقف الحرب وتُنقذ الآلاف من أرواح أبناء الشعب الفلسطيني.