عاشور .. وتحديات المتوسط

 عاشور .. وتحديات المتوسط 

 الاحد  4-08-2024  | كتب: محمد سليمان الحوفي |

فى صمت تام وبعيداً عن عدسات الكاميرا وأقلام الصحافة تحركت قوافل العلماء التى أعدها وزير البحث العلمى الدكتور محمد أيمن عاشور للتصدى لأحد أهم القضايا المطروحة إعلامياً والتى تؤرق الشعب المصري و هى " تسونامى المتوسط " وما قد ينتج عنه من غرق للسواحل المصرية ،فكان فى مقدمة صفوف مواجهة الازمة وبهيئاته العلمية والبحثية التى يرأسها جعل من حقيبته الوزارية حكومة إدارة أزمات إفتراضية 

وعلى الفور أصدر تعليماته بترسنته العلمية والبحثية للمضى قدما للوقوف على أدق الحقائق العلمية دون الاكتفاء بالإطلاع على الأبحاث والتقارير الدولية فحسب بل باستخدام أحدث الوسائل البحثية التى تقوم بطرح ما يعتريه المناخ والطبيعة من تغيرات حقيقية  فى إطار من الشفافية و تقديم أفضل الحلول العلمية .

السحرتى فى عرض البحار بأحدث أجهزة التنبؤ المبكر للأخطار 

وتنفيذاً لتعليمات الاستاذ الدكتور / محمد أيمن عاشور وزير البحث العلمى بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي تهدف إلى تعزيز القدرات البحثية ودعم الاستدامة البيئية من خلال استخدام التقنيات الحديثة لرصد التغيرات المناخية والبحرية تدافرت جهود الهيئات البحثية  المعنية بوزارة البحث العلمى لتحقيق التكامل المنشود فيما بينهم ،حيث أستقبلت رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد الأستاذة الدكتورة عبير السحرتى  عدد من محطات القياس والرصد اللحظي لمنسوب سطح البحر وقياس المد والجزر،

 بالإضافة إلى محطة للرصد الجوي لبيانات الطقس و تم تثبيتهم على الرصيف البحري للمعهد القومى لعلوم البحار بالاسكندرية . كذلك، تم تثبيت وتشغيل محطة رصد GNSS لاستقبال ومعالجة بيانات النظام العالمي لتحديد المواقع .وذلك بالتعاون مع الأستاذ الدكتور / طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، و المركز الوطني للبيانات البحرية المصرية برئاسة الدكتور / حسام السيد.

وفى السياق ذاته أكد الدكتور طه توفيق رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية التابع لوزارة البحث العلمى ، إنه لم ترصد المحطات أي نشاط غير نمطي للزلازل خلال الفترة الحالية. و فى بيات إعلامى أكد الدكتور طه توفيق رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إنه لم ترصد المحطات أي نشاط غير نمطي للزلازل خلال الفترة الحالية.

حيث قد تناولت بعض وسائل الإعلام وكذلك بعض مواقع التواصل الاجتماعي،  بعض الأخبار عن احتمالية حدوث تسونامي في البحر المتوسط، خلال الأيام المقبلة. 

مؤكداً أنه من خلال قسم الزلازل التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ومن خلال محطات رصد الزلازل التابعة للقسم والمنتشرة في كافة ربوع الجهورية والساحل الشمالي تحديدا، وكذلك من خلال متابعه محطات رصد الزلازل الدولية في البحر المتوسط، فإن حدوث الزلازل في البحر المتوسط في معدلاتها الطبيعية ولم ترصد المحطات أي نشاط غير نمطي للزلازل خلال الفترة الحالية. وانحسار مياه البحر علي بعض الشواطئ يرجع للظواهر الطبيعية مثل ظاهرة المد والجزر.

وأهاب المعهد بالمواطنين عدم الانسياق وراء الشائعات وأخذ المعلومة من مصدرها، موضحا أن المعهد سيصدر بيانات حال حدوث أي تغير في معدلات وأنماط النشاط الزلزالي على مستوى الجهورية والبحر المتوسط.

علوم البحار .. غرفة عمليات ذات طابع علمي و مجتمعي .

لم يقتصر دور المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد على إجراء الأبحاث وإعداد التقارير وتقديم الحلول المبنية على أسس علمية فحسب بل تعدى دوره فى التصدى لأى شائعات قد تُحدث بلبلة بالمجتمع المصري تكون مبنية على بعض المعلومات المغلوطة .

حيث أقيمت بالقاعة الزرقاء بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد  ندوة بعنوان  "تسونامي الإسكندرية بين الحقيقة والوهم"  تلك الندور التى ضمت شخصيات رائدة في شتى المجلات العلمية والادبية كما ضمت شخصيات برلمانية وممثلين لجهات رسمية وأعضاء من مختلف الجمعيات الأهلية لتوضيح الصورة أمام هذا التمازج الاجتماعى الحيوي ،ومن أجل تقديم علماء وخبراء المعهد في مجال البيئة البحرية عروضًا علمية شاملة، للسيناريوهات المحتملة وآخر الدراسات العلمية حول هذا الموضوع الهام .

جهود حثيثة و إصرار على مواجهة التحديات بالعلم والعمل من وزارة البحث العلمى أخطر الحقائب الوزارية  للدولة المصرية تلك التى لم يتوانى وزيرها الدكتور / محمد أيمن عاشور فى جعل مؤسساتها وعلمائها مكلفين بالتصدى لما يواجه الوطن من مخاطر حتى وإن كانت تلك المخاطر هى الطبيعة وتغيرات مناخها