إسرائيل تخشي من الجيش المصري .. تحليل لتصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي
كتب - محمد سليمان الحوفى
أعرب هرتسي هاليفي، رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته، عن قلقه مما وصفه بـ"التهديد الأمني من مصر"، مؤكدًا أن هذا التهديد ليس حاضرًا حاليًا، لكنه قد يتغير في أي لحظة. جاءت تصريحات هاليفي خلال كلمة ألقاها أمام خريجي دورة ضباط في مدينة حولون، مما أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقات العسكرية بين مصر وإسرائيل. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه التصريحات والسياق التاريخي الذي يحيط بها.
تصريحات هاليفي: القلق من التهديد المصري
قال هاليفي: "تشعر إسرائيل بالقلق إزاء التهديد الأمني من مصر"، موضحًا أن هذا التهديد ليس في أولويات إسرائيل الحالية، لكنه قد يصبح خطرًا في المستقبل. وأضاف: "نعتقد أن الأمر لا يشكل تهديدًا في الوقت الراهن، ولكن من الممكن أن يتغير في لحظة".
وأشار هاليفي إلى أن الجيش المصري يمتلك قوة عسكرية كبيرة، بما في ذلك طائرات متطورة، وغواصات، وصواريخ، ودبابات، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المقاتلين المشاة. هذه التصريحات تعكس نظرة إسرائيل الحذرة تجاه التطور العسكري المصري، رغم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
سياق تاريخي: العلاقات المصرية الإسرائيلية
ليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها مسؤول إسرائيلي عن مخاوفه من التسلح المصري. في يناير الماضي، أعرب داني دانون، المندوب الإسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة، عن قلقه بشأن امتلاك مصر لغواصات ودبابات متطورة، متسائلًا: "لماذا يحتاجون إلى كل هذه الأسلحة؟".
ورد عليه السفير المصري لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، قائلًا: "الدول الكبرى مثل مصر تحتاج إلى جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن أمنها القومي". وأكد أن العقيدة العسكرية المصرية دفاعية بحتة، وأن مصر ملتزمة بالسلام كخيار استراتيجي.
معاهدة السلام: أساس العلاقات بين البلدي
في 26 مارس 1979، وقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام تاريخية في واشنطن، عقب اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1978. تضمنت المعاهدة بنودًا رئيسية مثل وقف حالة الحرب، وسحب إسرائيل من سيناء، وإبقاء المنطقة منزوعة السلاح. منذ ذلك الحين، ظلت العلاقات بين البلدين مستقرة نسبيًا، رغم التوترات المتقطعة.
تحليل: لماذا تخشى إسرائيل الجيش المصري؟
1. **القدرات العسكرية المصرية:** يمتلك الجيش المصري ترسانة عسكرية متطورة، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى وغواصات قادرة على التأثير في التوازن الاستراتيجي.
2. **الموقع الجغرافي:** تشترك مصر وإسرائيل في حدود طويلة، مما يجعل أي تطور عسكري مصري مصدر قلق لإسرائيل.
3. **التاريخ العسكري:** الحروب السابقة بين البلدين، خاصة حرب 1973، تركت أثرًا عميقًا في الذاكرة الإسرائيلية.
تصريحات هرتسي هاليفي تعكس حالة من الحذر الإسرائيلي تجاه التطور العسكري المصري، رغم العلاقات الدبلوماسية القائمة بين البلدين. في الوقت نفسه، تؤكد مصر أن عقيدتها العسكرية دفاعية، وأنها ملتزمة بالسلام. يبقى السؤال: هل يمكن أن يتغير التوازن الأمني بين البلدين في المستقبل؟